top of page

وصيتي

وحیَن ُیغلق ِكتابَي، واودُع تاركًة جسدي هدیًة لهذِه الأرض

خبئ دفاتري، أحرق قصائدي َكّفّني بالفِن بلوحٍة علقُتها في غرفتي برسمٍة بها توقیع صدیقتي

دعني أُكن زینَة قبري

حّذر فتًى أحببتُه من غیرِة الموتى أخبر الصغاَر أنني سأكمل حكایات اللیِل في أحلامهم

استشعر قربَي حین یلامس جبینَك الأرض

وواظب على الدعاء لوالدي الراقد تحت التراب

وزع عطوري على اصدقائي، وأقلامي وكتبي

ضّمن حدیثك بكلماتي، لربما سمعت صوتي

وحین تحُن َمِثل أنك أنا، قلد ابتسامتي وصمتي

وفي منزلي، سلم على والدتي إن وجدتها

واطعم عصافیر الصباِح وقّبل جبین جدي في اللیل

ولكن إن أردت أن تبكي على روحي

علیك بزوایا غرفتي،

أني ارتحت في أحضانها

ثم ِقف مبتسمًا أمام مرآتي و استشرها

خبیرة هي في ضبط تعابیر الوجه ستخبرك بأن تمسح دمعة هنا وتشد الشفاه من هناك وستعیرك وجهًا سعیداً، مألوفًا

كذلك الذي احیانًا وضعته على وجهي

وحین تقرأُ روایًة ألبس إحدى الشخصیاِت قمیصَي المفضل

دعها تغني كثیراً

وأعطها عیناَي الكبیرتان وأنیابَي الحادة

براءتي وخبثي

وآخر وصایاي أُهمها تذكر دائمًا ما رأیتُه فیك

ولا تجعل أحلامنا تموت مع موتَي


تدوينات سابقة
bottom of page