دعني أسلمكَ دوركَ الإجتماعي
دعني أسلمكَ دوركَ الإجتماعي
هذا زيُّك الإجتماعي ارتده
و هذهِ مجموعةُ الإخلاق التي يجب أن تتحلى بها
وهذهِ ندبتكَ الإجتماعية التي سترافقكَ طولَ العمر
وهذهِ أولى المعتقدات التي يجب أن تؤمن بها
وهذا كتابُ إرشاداتٍ لكيفية التحلي بالصمت
وهذا كُتيبٌ للمواضيع المستحب التحدثَ عنها
وهذهِ خطوطٌ حمراء يجب أن لا تقترب منها بالتفكيرِ والكلامِ والتعبير
وهذهِ صورتكَ أتراها؟ حاول أن تحافظ عليها وكن كما صَوّرناك فيها
لم تفهم القواعد؟
لا يهم أن تفهم، فهي لا تُفهم
وإن لم تحفظها بعد
اطمئن، فإن زللتَ، سَيُنَبِهُكَ أحَدُنا بلا شكّ
فنحن نتآزر، ليَعُمَ النِّظام
جميعنا إخوتك هُنا
سَنُحِبُكَ علناً
وسَنَمّقَتُكَ سراً
بسببِ الندبةِ الإجتماعية التي أعطيناكَ أياها
لكن لا تقلق، سَتشعرُ بأنكَ محبوبٌ إذا ألتزمتَ بالتعليمات
لطالما أحببتَ من نُحِب و كرهتَ من نكره
فقط إلتزم بالنظام، وسَنُحِبك علناً
وإن راودتك نفسكَ أن تَشُذ،
سنفسر الشذوذَ بشيءٍ يعيبك ونشعرك بالخزي
فحذارٍ يا سيدي
لا تكسر نظامنا حتى لا نستدعي العيوبَ ونذمّك بها
الآن دعني أقدم لكَ منهجَ حياتك المقرر،
في العقدِ الأولِ من حياتك لا تحلم كثيراً
لا تجمح بخيالك فيتعدى حدودنا الجغرافية والفكرية
وإن راودكَ حلم التفت إلى اليسارِ وانفث ثلاث مرات
وفي العقدِ الثاني من حياتك، ستبدأ بالنضوجِ جسدياً ونفسياً
وستراودكَ احلام، ولكن ستكونُ من نوعٍ آخر
هذه ايضاً التفت إلى اليسار وانفث عليها ثلاث مرات
وإياكَ أن تسأل وإن كَثُرَت عليكَ الأسئلة
فستكونُ لازلتَ صغيراً على فهمِ مايحدثُ فيك
في العقدِ الثالثِ من حياتكَ سَتُدرِك
أنَّ الجميعَ يكسرُ القواعدَ سراً
فالنفسُ البشريةُ طاغيةٌ
لا يحدها نظامٌ بسلامٍ إلا إذا أعماها
وإن أردتَ أن تُعمى ياسيدي
تعالَ معي أُضمِدُ عينيكَ بصحائفِنا وكُتِبنا المتفق على محواها
و أقولُ أُضمِدُ، لأن ذلك سيُريحُكَ من الحيرةِ والتساؤل
فإن أبقيتَ عيناكَ مفتوحتان
سترى كيف يراوغُ الكثير حولَ خطوطِنا الحمراء
ليبتكر الأساليب و يحرّف
أو يغير من طبيعتهِ حتى تتوافق مؤقتاً مع المتاح
ولكنه، وإن راوغَ قافزاً فوق تلك الخطوط
يبقى فرداً صالحاً إن لم يمسسها
وهنا مساحةٌ لتبدعَ يا سيدي
ولحسنِ حظكَ أن قواعدنا
ناقصةٌ بسهوٍ وناقصةٌ بعمد
ألسنا أرحم الخلق لأننا استبحنا لك مانحب؟