top of page

الطفولةُ لا تنضبُ على دفعات + عد لنشيّع قلبك معاً

الطفولةُ لا تنضبُ على دفعات

بل تموتُ مرةً واحدة

ضحيةً لنبأٍ أو واقعة

وتُدفَنُ مع ضحكاتنا السهلة

والعابنا المفضلة ومعتقداتنا الساذجة

ويبقى تاريخ وفاتها

في خط حياتنا الزمني

يوم طُعِنّا، في السنِّ فجأةً

ورُحِلنا إلى مرحلةٍ جديدة

فنَحِنُ إليها، حنان النازحِ إلى موطنه

وندمن استحضار ما يذكرنا بها

من أصوات والروائح والذكريات

أعدني إلى موطني

ارجِع إليَّ براءتي وغفلتي

اتعلمُ كم مرة مِتُ في هذا الجسد؟

لازلت طفلاً لا يفهمُ هذا العالم

ولا يحلمُ كالراشدينْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عُد، هُنا قَلبُكَ، تركتهُ

يومَ افترقنا

عُد لنشيّعهُ معاً

ثمَ نحمدُ الله

أنَ إماتةَ الحبِ، جريمةٌ معنوية

فمِنَ القبيحِ أنْ تُملأ الأرضُ

بتخطيط قلوبٍ سُفِكت عليها

ولصارَ كلُ شبرٍ منها مسرحَ جريمة

تتداخل فيهِ الحدود

وتشن فيه الحروب

على أرضِ مقتلِ قلبٍ مُحِب.

عُد، هُنا قَلبُكَ،

عُد لنشيّعهُ معاً

فلا يليقُ بهِ وإن كان

جثةً هامدةً

أن يُلقى في الأرضِ كهذا

عُد الأرضُ باردةٌ عليهِ

عُد أنا وقلبكَ نرتجف.

عُد ندفنهُ معاً،

في صندوقٍ لا في كفن

كالكنوزِ الثمينةِ

تحتَ الأرضِ تُحفظُ

من إيدي اللصوصِ والعابثينَ

حتى توجَدَ،

بعدَ بحثٍ وتنقيب.

عد ندفنه معاً

فتحت التراب له

رياض الصابرين

ألم تجني عليه مراراً

وتحمّل؟

عُد، نُكرِم الهوى

نُقِم عليهِ الشعائرَ

حتى لا يَغضَبَ

عد ندفنه وقلبك معاً

عد، فاشباحهُما تؤرقني.


تدوينات سابقة
bottom of page